عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 02-22-2012, 11:38 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على سؤال العضو أبي يحيى الكادح مداخلة رقم 11
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : فضيلة الشيخ ، ما فهمناه ، واستشكل علينا هو ، وما بين القوسين ما فهمناه
قلتم ، ثمامة بن أثال رضي الله عنه ساعدهم في الطعام ( فهمنا ان السائق ساعدهم في الانتقال من مكان الى مكان ) ولم يساعدهم في فعل الكفر ( وكذلك السائق ) . لذا لا يجوز قياس من يساعد الكفار في فعل الكفر على من يساعدهم في الطعام ( وكذلك الانتقال من مكان لمكان) . فهذا قياس باطل لأنه قياس مع الفارق .


أقول ( ضياء الدين ) : السائق الذي حكمتُ بكفره لم يساعدهم في الانتقال من مكان لمكان بهذا الإطلاق . فانتبه . ولو كان الأمر كما تقول لما حكمنا بكفره . بل هو نقلهم ليعبدوا غير الله وهو يعلم ذلك . فتغيرت الصورة ولم تعد كما تصورتها أنت .
وأريد أن أسألك سؤالا : لو قال النصراني للسائق صراحة أريد أن تنقلني للكنيسة حتى أعبد المسيح . واستجاب له السائق . فهل تعد هذا النقل ، نقل من مكان إلى مكان بهذه البساطة .؟؟

قولك : أما حكم السائق الذي يعين على فعل الكفر عن علم ( وكذلك ثمامة لانه يعلم اقامتهم على الكفر وحربهم لرسول الله ) فهوكفر . لأن المساعدة لفعل الكفر عن علم كفر .

أقول ( ضياء الدين ) : إن كنت تعتبر وتفهم أن مجرد بيع الكافر المحارب القمح هي إعانة على فعل الكفر لأنه يعلم إقامتهم على الكفر وحربهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاسمح لي أن أقول لك أنه يوجد عندك مشكلة وخلط في فهم المسائل وربط الأمور مع بعضها البعض .
حسب فهمك : بيع القمح للكافر الحربي = إعانة على فعل الكفر
يعني فعل بيع القمح = فعل إعانة على فعل الكفر
قل لي بالله عليك بأي عقل وبأي منطق وبأي دليل وبأي لغة ساويت بينهما ؟؟!
أنصحك أن تتعلم أنواع دلالات الألفاظ قبل أن تفهم أي كلمة في دين الله .

قولك : وهناك فرق كبير بين الإعانة على فعل الكفر وبين عدم التدخل لمنع فعل الكفر . فالذي لا يمنع فعل الكفر بشكل محدد ( هذا هو الضابط الذي طلبناه ولم يتم توضيحه )


أقول ( ضياء الدين ) : بأي لغة تريدني أن أوضحه لك وأنت عاجز عن فهم اللغة التي أكتب بها لك . ؟
فكان من الأولى حتى لا يكون كلامي معك كلام طرشان أن نتفق على اللغة التي سنتكلم بها . لأني الحقيقة أشعر أنني أكلمك بلغة غريبة عنك .
فأنت ماذا تفهم من كلمة ضابط حتى تقول : ( هذا هو الضابط الذي طلبناه ولم يتم توضيحه ) ؟ وبأي لغة تريدوني أن أوضحه لك ؟
يجب أن نتفق ما هو معنى الضابط أولا . ثم بعدها نتفق على اللغة التي تريدني أن أوضحه لك بها .

قولك : استنادا على دليل شرعي ( معلوم ان الدليل الشرعي لا يأتي باباحة ما هو كفر ، فكيف كان هو الحجة في ارتفاع الكفر )

أقول ( ضياء الدين ) : ومن قال لك أن إعطاء أهل الذمة حرية التعبد في معابدهم إباحة للكفر ؟ !!
الحقيقة أنت أتعبتني كثيراً ، بسبب أنك لا تفهم ما أقوله لك . لهذا كلامي معك يحتاج مني أن أفسر لك كل جملة كلمة كلمة ومع ذلك هناك احتمال بأن لا تفهم هذا التفسير . لهذا معذرة فأنا وقتي ضيق ولا أستطيع أن أتابع معك .

قولك : لا يعني أنه راض على هذا الكفر ، ولا يعني أنه أعان في فعل الكفر . فعدم منعه الفعل لا يعني الإعانة عليه ولا يعني الرضى به في كل الأحوال ( وكذلك وقع الكلام على السائق ، في فهمنا، لانه لم يرض بفعلهم لزوما في كل الأحوال ) .

أقول ( ضياء الدين ) : الخليفة لا يمنع أهل الذمة بممارسة عباداتهم في أماكن عبادتهم ، طاعة لأمر الله . ولا يجوز أن يقاس هذا على الذي يدعي الإسلام ويريد أن يمارس الشرك .
فالله يأمر الخليفة أن يحاسب كل من يدعي الإسلام إن خالف أوامر الإسلام ولا ينطبق هذا على أهل الذمة .
فإن كان السائق من أهل الإسلام فإن أوامر هذا الدين تمنعه أن يوصل أهل الذمة لأماكن عبادتهم إن عرف أنهم سيمارسون عبادة غير الله ، وهذا الحكم متفق عليه .
فإن عرف ذلك وفعله فقد خالف أوامر دينه . ولا يقاس أبدا على فعل الخليفة نحو أهل الذمة كما تفعله أنت هنا ، ولا ينظر هل رضي بما فعله أم لا . كما لا يقال أن الخليفة لأنه لم يمنعهم من ممارسة عباداتهم في أماكن عباداتهم يعني أنه قد رضي بما يفعلوه .

قولك : وقلتم ، الضابط هو نوع الفعل الذي يساعد فيه ونوع الفعل الذي يقوم به . فإن كان الفعل الذي يساعد فيه كفر ( ككفر المشركين في مكة ) فهو قد ساعد في فعل الكفر أو ساعد لفعل الكفر ، ومن ساعد في فعل الكفر أو لفعل الكفر عن علم ( وقد علم ثمامة كفرهم ) يكفر . أما إن كان الفعل نفسه الذي ساعد فيه ليس كفراً ( يسقط ايضا على مساعدة السائق في انتقال النصارى لكنيستهم ) فلا يكفر لذلك . فثمامة رضي الله عنه ساعد في إطعام الكفار ( وكذا السائق في انتقال النصارى) ، وفعل إطعام الكفار بحد ذاته (وكذا انتقال النصارى بحد ذاته) ليس كفراً . وهو لم يطعمهم ليتقوّون به على الشرك ( والسائق لم ينقل النصارى ليشركوا ، وإنما فعل فعلا مجردا عن قصد سوى قصد تكسّب المال ) . أما صاحب التكسي الذي أقل النصراني ليعبد غير الله عن علم ( يسقط الكلام على ثمامة ) فقد ساعده لفعل الكفر لهذا يكفر


أقول ( ضياء الدين ) :
- ثمامة لم يساعد في كفر المشركين في مكة .
- عِلْم ثمامة بكفرهم لا يعني أنه ساعدهم على كفرهم عندما باعهم القمح .
- لم نكفر السائق لأنه نقلهم من مكان لمكان بل كفرناه لأنه نقلهم ليفعلوا الشرك وهو يعلم ذلك .
-السائق لم يساعد في انتقال النصارى بالمعنى المجرد التي فهمته أنت أو تريد أن تفرضه ، بل ساعدهم ونقلهم ليفعلوا الكفر والشرك .
- لم نحكم على انتقال النصارى بحد ذاته . كانتقال من مكان لمكان بشكل مجرد كما فهمته أنت . فهذا قياس مع الفارق . ومع الأسف أنت تقع فيه كثيرا ، هداك الله .

قولك : " (والسائق لم ينقل النصارى ليشركوا ، وإنما فعل فعلا مجردا عن قصد سوى قصد تكسّب المال )

أقول ( ضياء الدين ) : بل السائق نقل النصارى ليشركوا مع الله ، بغض النظر عن قصده من هذا العمل .
وختاما أقول : أنصحك بتعلم معاني الألفاظ والعبارات والاصطلاحات والجمل وعلاقة كل لفظ بلفظ . وما يؤول إليه الكلام وما لا يؤول ، ومعنى الأشباه والنظائر والأمثال .
وأنصحك أن تبتعد عن القياس الباطل وهو القياس مع الفارق لأنه أول من استعمله إبليس عليه اللعنة . واعتذر عن المتابعة معك هنا .

كتبه : ضياء الدين القدسي
[/align]

رد مع اقتباس