عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 02-21-2012, 06:07 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الجواب على سؤال العضو أبي يحيى الكادح
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : انا فهمت من كلامك يا فضيلة الشيخ ، انه لو وصّل سائق هذه السيارة نصارى للكنيسة يوم الأحد مثلا اليوم الذي يعبدون فيه المسيح ، فإنه مشترك معهم في الإثم ، فماذا لو كان هو خليفة قادرا ان يمنعهم من ان يذهبوا للكنيسة اصلا يوم الأحد ، بل وقادرا أن يهد الكنيسة فلا يدع هناك كنيسة ، ولكنه تركهم على ذلك ، اخذ منهم جزية وتركهم يتعبدون في كنائسهم وهو يعلم انهم على ذلك ؟
ما الفرق بين الصورتين ، لان هذا الأمر حيّرني من زمن ، أي ما الفارق الذيوجدتموه ، وجزاك الله خيرا

أقول ( ضياء الدين ) : لا يجوز لسائق سيارة مسلم توصيل نصراني للكنيسة لأجل أن يعبد المسيح ويجوز له أن يوصله من الكنيسة للبيت .
السؤال كان عن مساعدة شخص يدعي الإسلام ويريد تقديم القرابين والنذور لقبر البدوي وينسب هذا العمل للإسلام ويعتقد أنه في شرع الإسلام قربة من القربات . لهذا قلنا لا يجوز مساعدته ولا السماح له بمثل هذا العمل لا في دولة الإسلام ولا في غيرها . أما ذهاب النصارى واليهود وأهل الذمة لأماكن عبادتهم فقد سمح به الشرع في دولة الإسلام مع بيان أنه باطل وشرك وليس من دين الله في شيء . وهذا السماح محدد بشروط . ولم يسمح في دولة الإسلام لشرك ينسب لدين الإسلام ( دين محمد صلى الله عليه وسلم ) . فالنصراني واليهودي يعلم أن دولة الإسلام سمحت له بتأدية عبادته في مكان مغلق مع اعتقاد كل فرد مسلم في هذه الدولة أنه مشرك وكافر وأن عمله هذا باطل في دين الله . فهذه الحالة تختلف عن حالة شخص يدعي الإسلام ومع ذلك يفعل الشرك جهاراً نهاراً وينسبه للإسلام . فهذا لن تسمح له دولة الإسلام ولن تساعده وكذلك يجب أن لا يساعده أي مسلم في أي مكان . ومن يساعده في ذلك فقد رضي بعمله . أما السماح لأهل الذمة بممارسة عباداتهم في أماكن عبادتهم المغلقة في دار الإسلام فهو وضع خاص مبني على أدلة شرعية ، ولا يعني هذا تصحيح عملهم ولا قبوله ولا يعني مساعدتهم أو جواز مساعدتهم في ذلك . لأن حكم الإسلام المعلن في هذه الديار في أعمالهم وما يدينون به واضح لهم ولغيرهم ، بخلاف حال من يعبدون البدوي وغيره وينسبونه لدين محمد صلى الله عليه وسلم .
وهناك فرق بين توصيل النصراني بالسيارة للكنيسة يوم الأحد ليعبد المسيح وبين السماح للنصراني وعدم منعه من ممارسة دينه بمكان مغلق مع بيان بطلان هذا الدين .
فهناك فرق بين عدم المنع وبين المساعدة . وشرع الله لم يمنع النصارى وأهل الذمة من ممارسة عباداتهم في مكان مغلق ولكنه لم يسمح للمسلم مساعدتهم وإعانتهم في فعل ذلك ، ولكنه منع كل شخص يمارس الشرك باسم الإسلام ولم يسمح بمساعدته وإعانته .
فالأمر يشبه السماح لليهود والنصارى البقاء على دينهم ودفع الجزية من جهة وعدم السماح لمن يدخل الإسلام الرجوع عن دينه ودخول النصرانية أو اليهودية حتى ولو قبل دفع الجزية .

كتبه : ضياء الدين القدسي
[/align]

رد مع اقتباس