عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 11-09-2011, 07:50 PM
العباس العباس غير متواجد حالياً
مشرف عام
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 157
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم :
الجواب :

لا يجب عليك أخي إظهار دينك في زمن الإستضعاف بدليل المستخفون بايمانهم بين ظهراني اهل مكة . وإنما الواجب هو المباعدة عن المشركين وقت استهزائهم وكفرهم بالله لقوله تعالى [وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَاسَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَاتَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْإِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَفِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا"
وبالنسبة لنصح وتذكير المشرك او العاصي فهو محمول على ما يمكنك أن تنصحه به من غير أن تظهر دينك التي تخالف به القوم , فالمعاصي المقطوع بحرمتها والكفر الذي يقرون هم بكونه كفراً كمسبة الله ودينه ونحو ذلك فإنكارك على فاعله لن يميزك ويظهرك على عقديتك التي تميزك عنهم . فلو قلت له إتق الله ولا تعصي ربك وهذا كفر ونحو ذلك فإن هذا مما يقر به القوم ولا يستغربون من ينكر عليهم بسببه فهذا لن يضيرك ولن يكشف أمرك بإذن الله تعالى . ويمكنك أن تنصح وتذكر المشرك إن كان يعظم ابائه وزعمائه بقولك له إن الله أولى وأعظم وأجل أن تعظمه وتذْكُرَه فتمرّنُه بذلك على ذكر الله وإجلاله وتعظيمه .
_ أما بالنسبة للعلاقة السطحية مع المشركين فالمقصود بها العلاقة التي لا يكون فيها حب و ولاء وخلّة , وإن سئلوا عنك يقولون علاقتنا به ضمن الحاجة الدنيوية لا غير . ولا يضرك مع هذا الحال إن هم حكموا بأنك على دينهم بالرغم من أنك لست كذلك ولا أظهرت لهم أنك كذلك . فلا تحاسب على قولهم وإعتقادهم فيك إن لم يكن صدر منك كفرٌ أو تولي لهم . فقد كان في مكة رجال مؤمنون ونساء مؤمنات مستخفون مستضعفون لا يعلم المؤمنون بايمانهم . و في نفس الوقت كان يظنّهم أهل مكة أنهم على ملة الشرك ودين أبي جهل , وكان هؤلاء المؤمنون المستضعفون يدخلون أسواق قومهم ويبتاعون منهم ويتعاملون معهم في حدود ما أباح الله تعالى فما كان يضيرهم ظن قومهم فيهم إذ لم يتلبسوا بشرك صريح أو مشايعة للكفر وأهله .
عصمنا الله وإياكم من انتهاك حرماته وموالاة أعدائه ... امين .

ابو اسيد الانصاري .


رد مع اقتباس