الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
نحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر . فلقد أمرنا الله سبحانه بالحكم على الظاهر لأننا لا نستطيع أن نعرف الباطن ، لهذا فنحكم على المنافقين نفاق عقدي أنهم مسلمون بالظاهر ما لم يظهر منهم أي قول أو عمل مكفر . أما الله سبحانه وتعالى فهو يحكم على الباطن .
وهناك أعمال وأقوال مطلوب من المسلم أن يقبلها ظاهراً وباطنا ولا يكفي فيها القبول الباطني : مثال : التلفظ بالشهادتين . فلا يحكم على الشخص بالإسلام حتى يتلفظ الشهادتين ولا يقبل إسلامه إن امتنع عن تلفظها مع القدرة على ذلك ولو كان قلبه مؤمن بها . وهناك أعمال مطلوب من المسلم أن يردها ظاهراً وباطناً ، ولا يكفي أن يردها بقلبه ويقبلها بلسانه مع القدرة على ردها باللسان . مثالها : لا يجوز التكلم بكلمة الكفر وإدعاء أن القلب يعتقد خلافها . فمن تكلم بكلمة الكفر مختاراً عارفاً بمعناها لا ينفعه عند الله ولا عند الناس عدم إعتقادها
لهذا لا يجوز لنا إمتثال أحكام الجاهلية المخالفة لشرع الله ونحن نستطيع ردها . وكذلك لا يجوز لنا قبول هذه الأحكام ظاهراً بدون إكراه ملجئ .
قولك :" فالامتثال مع الرد وعدم القبول لا اعتبار له"
أسال : كيف يكون الامتثال مع الرد وعدم القبول بالنسبة لأحكام الجاهلية ؟
هل إذا قيل لك اسجد للصنم فامتثلت للأمر مع عدم القبول والرد القلبي ، هل هذا ينقذك من الكفر في حالة عدم الإكراه الملجئ ؟ لا طبعاً .
من امتثل لأوامر الكفر بدون إكراه يكفر حتى ولو لم يكن قلبه راضياً عن ذلك .
ومن امتثل للأوامر الحرام بدون إكراه ولا ضرورة شرعية وقلبه غير راض عن ذلك وغير معط حق التشريع للآمر ، فلا يكفر ولكن يعتبر عاصياً لله مرتكباً حراماً .
ومن امتثل لأوامر الطاغوت غير المخالفة لشرع لله مع عدم إعطاء الطاغوت حق الأمر والحكم ، لا شيء عليه . لأنه أمتثل لها لأنها لا تخالف شرع الله وليس لأن الطاغوت أمر بها .
كتبه : ضياء الدين القدسي
----------------------------------
في: 30 آب 2009
موقع الجامعة الإسلامية