ماحكم من تحاكم الى قاضٍ كافر
 

السلام عليكم ورحمة الله
ماحكم من تحاكم الى قاضى كافر مثال رجل من ادعياء السلفية من الذين يعذرون المشركين كان قاضى او حاكم فى نزاع بين مسلم ومشرك والسؤال هنا هل اذا حكم بشرع الله يجوز ان ننقاض لشرع واذا اعرض المسلم هل يكفر بهذه الفعلة ؟وجزاكم الله خيرا

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
التحاكم إلى من يحكم بغير شرع الله وبغير اسم الله كفر بالله وإيمان بالطاغوت .
قال تعالى : " أَلَم ْ تَرَ إِلَى الَّذِين َيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا " (النساء :60)
والطاغوت في هذه الآية : هو كل من يحكم بغير شرع الله وبغير اسم الله . فمن حكم بغير شرع الله فهو طاغوت ، ومن تحاكم إليه تحاكم للطاغوت ، ومن تحاكم للطاغوت آمن به وكفر بالله العظيم .
أما التحاكم للكفار غير الموحدين ممن يدعي الإسلام والحكم بشرع الله ففيه تفصيل :
1- فإن طلب حكمه بما فهمه من شرع الله فهذا غير جائز وكفر ، لأن هذا يعتبر تحكيماً للكافر وتحاكماً لفهمه لشرع الله ، وهذا غير جائز بالاتفاق . لأن الكافر غير أهل للاجتهاد . ولا يسمى استنباطه للحكم وفهمه له من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، حكم الشرع وتحكيماً للشرع ، كما هو الحال في استنباط العالم المسلم - الذي توفرت فيه شروط الاجتهاد - من الشرع .
فالكافر الذي يحكم باسم الله مستنداً لفهمه لشرع الله لا يعتبر حكمه هذا حكماً للشرع ولا يعتبر من تحاكم إليه قد تحاكم للشرع كما هو الحال في المجتهد المسلم الذي يحكم بما استبطه من الشرع .
قال تعالى : " وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا " (النساء :141)
2- أما إن طلب منه أن يدله فقط على مكان حكم الله الصريح في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بدون أن يعتمد على فهمه ، فهذا لا يسمى طلب الحكم منه أو تحكيمه ، بل يسمى طلبه هذا ، سؤاله أن يدله على مكان حكم الله الصريح في القرآن والسنة . وهذا جائز . وحكم الله الصريح هو الذي يفهمه أي بالغ عاقل يفهم اللغة العربية ولا يحتاج للاجتهاد والاستنباط . فوظيفة هذا الكافر هنا هو الدلالة على أمر ظاهر لا يختلف فيه اثنان لصراحته ووضوحه ، وليس للدال في فهمه أي تأثير ، بل كل ما فعله هنا هو الدلالة على مكانه . وعندما يجد الطالب المسلم حكم الله الصريح ويطبقه في المسألة فقد حكَّم حُكم الشرع وتحاكم لشرع الله وطلب حكم شرع الله ولم يتحاكم للكافر .
كتبه : ضياء الدين القدسي