هل يكفر من يلزم الرعية بإعتقاد ما أنزل الله به من سلطان؟

[إمام مسلم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شيخنا كثر الجدل حول مسألة تكفير من لا يكفر مجهول الحال و أولاد المشركين فأطرح على فضيلتكم السؤال الآتي: من المعلوم أنهم متأولون ولكن الأمر عظيم لمن تمعن حقيقة صورة معتقدهم لأن إذا كانت لهم الشوكة سيلزمون رعيتهم بإعتقاد ما أنزل الله به من سلطان ويستحلون دماء و أموال المسلمين، فلو أن الحاكم ألزم الرعية بعادة حكمنا عليه بأنه طاغوت لأنه شرع ما لم يشرع الله. فهل يكفرون الغلاة بعد إقامة الحجة؟ أفيدونا أكرمكم الله

[ضياء الدين القدسي]

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
المتأول المسلم إن كان تأويله لا يخرجه من الملة ولم تكن إقامة الحجة عليه كافية في تكفيره بعد قيامها عليه وعناده ، لا يُكَفَّر . ولكن إن كان تأويله سيأدي للضر بالإسلام والمسلمين ، يحارب ويحل دمه كتعزير وليس كمرتد أو كافر . أما إن كنت تسأل عن حكم من يزيد على أصل الدين ويعتبر الحكم على مجهول الحال بالكفر من أصل الدين أو تكفير أولاد المشركين من أصل الدين فمثل هؤلاء وإن لم يَكفروا بهذا الغلو لاستنادهم على شبهات أدلة فمن نعرفهم منهم لجهلهم له نواقض للإسلام يكفروا بناء عليها . وعلى المسلم أن يعرف أن الأحكام الشرعية لا تُبنى على الأحقاد والإنتقام بمعنى إن كفرتني كفرتك ، بل تُبنى على أدلة شرعية محكمة .
كتبه : ضياء الدين القدسي