المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الشيطان يعلم مايدور في الصدور!!!


أمة الله
08-02-2015, 10:48 AM
شيخنا هل القرين يعلم ما في قلبي أو هذا من خصائص الله عز وجل، لقد وجدت ثلاثة أقوال في هذه المسألة وأرجو منكم أن ترشدوني إلى ما هو حق وجزاكم الله خيرا:

القول الأول:
الجن لا يعلمون الغيب ولا يعلمون ما يكون إضمارا بالقلب دون التلفظ باللسان حيث إن حديث القلب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى وهو من علم الغيب الذي اختص به الله جل وعلا ودليل عدم معرفة الجن بما هو أعظم من ذلك هو خروج الروح ومنها توقف القلب وجميع الجوارح كما قال تعالى { فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين } (سورة سبأ:14)
فلو كانوا يعلمون الغيب فمن باب أولى معرفة توقف القلب والجوارح فضلا عن معرفة ما يكون بداخل القلب.

القول الثاني:
كل إنسان معه شيطان ومعه ملك , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة . قالوا : وأنت يا رسول الله؟ قال : وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير) . وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يملي على الإنسان الشر ويدعوه إلى الشر وله لَمَّة في قلبه، وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده العبد وينويه من أعمال الخير والشر , والملَك كذلك له لمَّة بقلبه يملي عليه الخير ويدعوه إلى الخير ، فهذه أشياء مكنهم الله منها : أي مكن القرينين ، القرين من الجن والقرين من الملائكة , وحتى النبي صلى الله عليه وسلم معه شيطان وهو القرين من الجن كما تقدم الحديث بذلك ...
والمقصود أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين , فالمؤمن يقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على دينه , ويذل شيطانه حتى يكون ضعيفا لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير ولا أن يوقعه في الشر إلا ما شاء الله , والعاصي بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه حتى يقوى على مساعدته على الباطل , وتشجيعه على الباطل , وعلى تثبيطه عن الخير . فعلى المؤمن أن يتقي الله وأن يحرص على جهاد شيطانه بطاعة الله ورسوله والتعوذ بالله من الشيطان , وعلى أن يحرص في مساعدة ملَكه على طاعة الله ورسوله والقيام بأوامر الله سبحانه وتعالى.

القول الثالث:
إذا قلنا الشيطان يعلم ما يدور في قلب العبد ما أعطيناه خاصية من خصوصيات الله تبارك وتعالى لأنه علمه عندما كان لا قبل أن يكون. والله أعلم