المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة في العذر بالجهل من كلام الإمام ابن قدامة


موحد
07-18-2015, 02:33 PM
قال الإمام ابن قدامة في الكافي 4/59 : والردة تحصل بجحد الشهادتين أو إحداهما أو سب الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم...أو استحلال محرم مشهور أجمع عليه كالخمر والخنزير والميتة والدم ونحوه. فإن كان ذلك لجهل منه لحداثة عهده بالإسلام أو لإفاقة من جنون ونحوه لم يكفر وعرف حكمه ودليله، فإن أصر عليه كفر لأن أدلة هذه الأمور الظاهرة ظاهرة في كتاب الله وسنة رسوله فلا يصدر إنكارها إلا من مكذب لكتاب الله وسنة رسوله. انتهى.
قال أحد العاذرين أن الإمام ابن قدامة لم يكفّر جاحد الشهادتين ولا شاتم الله ولا مستحل الخمر... إن كان الفاعل لذلك حديث عهد ومعلوم أن مستحل الخمر إن كان حديث عهد يبقى مسلما، فكذلك الجاحد أو الشاتم، وهذا دليل على أن فاعل الشرك جهلا مسلم.انتهى
أرجو منكم كشف الشبهة وتوضيح مراد الإمام بقوله "لا يكفر"، وهل قصد بذلك نفي كفر التعذيب؟

ضياء الدين القدسي
08-10-2015, 04:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
س. قال الإمام ابن قدامة في الكافي 4/59 : والردة تحصل بجحد الشهادتين أو إحداهما أو سب الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم...أو استحلال محرم مشهور أجمع عليه كالخمر والخنزير والميتة والدم ونحوه. فإن كان ذلك لجهل منه لحداثة عهده بالإسلام أو لإفاقة من جنون ونحوه لم يكفر وعرف حكمه ودليله، فإن أصر عليه كفر لأن أدلة هذه الأمور الظاهرة ظاهرة في كتاب الله وسنة رسوله فلا يصدر إنكارها إلا من مكذب لكتاب الله وسنة رسوله. انتهى.
قال أحد العاذرين أن الإمام ابن قدامة لم يكفّر جاحد الشهادتين ولا شاتم الله ولا مستحل الخمر... إن كان الفاعل لذلك حديث عهد ومعلوم أن مستحل الخمر إن كان حديث عهد يبقى مسلما، فكذلك الجاحد أو الشاتم، وهذا دليل على أن فاعل الشرك جهلا مسلم.انتهى
أرجو منكم كشف الشبهة وتوضيح مراد الإمام بقوله "لا يكفر"، وهل قصد بذلك نفي كفر التعذيب؟

الجواب : لا يقول هذا الكلام إلا شخص لم يشم رائحة التوحيد وقد استحوذ عليه الشيطان فحرم من فهم الكلام الواضح الجلي أو مضل أراد أن يلبس على الجهال ممن لا يفهم أبسط الكلام .
كلام ابن قدامة رحمه الله واضح لمن يفهم اللغة العربية ويفهم ذرة من توحيد ، فالجهل الذي يتحدث عنه ابن قدامة رحمه الله ليس جهل ما يُدخل المرء الإسلام كمعرفته معنى الشهادتين وما تقتضياه ، بل جهل ما سيتعلمه ويَعلمه بعد دخوله الإسلام . فالموحد الذي دخل الإسلام يعرف معنى الشهادتين ويعرف حكم جحود الشهادتين أو أحدهما ويعرف حكم سب الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا بُد له من معرفة ذلك والإيمان به حتى يدخل الإسلام . فحديث العهد في الإسلام يعرف كل ذلك . فالجهل الذي قصده ابن قدامة رحمه الله وهو واضح في كلامه هو الجهل بالأمور التي لا تُعرف إلا بالشرع كحرمة الخمر والخنزير والميتة والدم ونحوه مما يعرف بالشرع . لهذا وصف الجاهل المعذور فيها بحديث عهد بالإسلام أي دخل الإسلام حديثاً ولم يصله بعد أحكام شريعته . فمثل هذه الأمور هي التي يعذر فيها بالجهل لحداثة عهده بالإسلام لأنه لم يصله حكمها في الشرع بعد . وكذلك حكم من أفاق من جنون منعه فهم ما جاء من الشرع أثناء جنونه . وكذلك يعذر بالجهل بأحكام الشرع بنحو ذلك من الأعذار التي تمنع وصول حكم الشرع لمن وصله التوحيد . فمثل هذا الموحد يعذر بجهله ولا يُحكم بردته إلا بعد تعريفه حكمها بدليله فإن أصر بعد ذلك على إنكارها يُكفر ويحكم بردته ، لأن أدلة هذه الأمور الظاهرة ظاهرة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يصدر إنكارها ممن عرف حكمها إلا من مكذب لكتاب الله وسنة رسوله.
فالمعذور بالجهل هنا مسلم قد عرف التوحيد ودخل الإسلام بإقراره به لهذا قال رحمه الله في بداية كلامه : " والردة تحصل..... " فهو يتحدث عن حكم الردة ، ومعلوم أن حكم الردة يكون بعد دخول الإسلام . ومن دخل الإسلام لا يجهل حكم من يجحده أو يجحد ما يدخله فيه كالشهادتين أو أحدهما ، ومن دخل التوحيد لا يجهل حكم ما ينقض التوحيد كجحد الشهادتين أو أحدهما أو سب الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم .
كتبه : ضياء الدين القدسي

موحد
08-10-2015, 07:35 PM
بارك الله فيكم،أنا ولله الحمد مطمئن لما ذكرتم، ولكن أشكل علي استخدام الإمام لاسم الإشارة"ذلك" بعد أن ذكر الشاتم لله والجاحد للشهادتين واستحلال المحرمات، وحسب فهمي الضعيف أن "ذلك" تعود إلى كل ما ذُكر قبلها ومنه الشاتم، لذلك ظننت أنه يقصد نفي كفر التعذيب فشاتم الله أو الجاحد للشهادتين جهلا لم يدخل الإسلام أصلا. فهلا أفدتموني فيما أشكل علي في موضوع اسم الإشارة ولكم جزيل الشكر.

ضياء الدين القدسي
09-18-2015, 01:40 PM
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
ليس اسم الإشارة دائماً يعود إلى كل ما ذُكر قبله ، فالسياق مهم .
كتبه : ضياء الدين القدسي