المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جهل أحد أسماء الله الخاصة


موحد
06-04-2015, 10:54 AM
ما حكم من جهلَ اسما من أسماء الله الخاصة به كالرحمن لكنه لم يشرك بهذا الاسم أحدا ولم ينكره؟فهل يُعذر بالجهل أم لا؟وهل يفرّق بين من كان يعيش بين المسلمين وبين من كان في بادية منقطعة عن الناس،فلا يُعذر الأول ويُعذر الثاني ؟ وهل هذه الأسماء تدرك بالفطرة كصفات الربوببة؟وأخيرا،كيف أعرف هذه الأسماء وهل هي مذكورة في كتاب ما ؟

موحد
09-21-2015, 04:03 PM
أرجو من فضيلة الشيخ الإجابة

ضياء الدين القدسي
09-22-2015, 09:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
س - ما حكم من جهلَ اسما من أسماء الله الخاصة به كالرحمن لكنه لم يشرك بهذا الاسم أحدا ولم ينكره؟فهل يُعذر بالجهل أم لا؟
الجواب : الجهل بصفة لا يمكن تصور الله بدونها جهل بالله وكذلك الجهل باسم لا يمكن إلا تسمية الله به وبدون ذلك يؤدي إلى الطعن بالذات الإلهية ايضاَ جهل بالذات الإلهية . فمن وصف الله بأنه غير رحيم يكفر ، ولكن إن قال : الله رحيم ولكن لا أدري هل يوجد له اسم الرحمن أم لا ، لا يكفر حتى تقام عليه الحجة .
س - وهل يفرّق بين من كان يعيش بين المسلمين وبين من كان في بادية منقطعة عن الناس،فلا يُعذر الأول ويُعذر الثاني ؟
الجواب : المسائل التي لا تُعرف إلا بالشرع وليس لها علاقة بأصل الدين يُنظر لحال الشخص فيها ، فإن كان مثله لا يجهلها لا يعذر بالجهل فيها ، وإن كان مثله يجهلها يعذر بالجهل وتقام عليه الحجة قبل تكفيره .
س- وهل هذه الأسماء تدرك بالفطرة كصفات الربوببة ؟
الجواب - الأسماء والصفات التي تدرك بالفطرة هي ما كانت لها علاقة بذات الله التي لا يمكن تصور الله بدونها . كصفة الخالق أو اسم الخالق . ولا يشترط أن تُسمى اسماً أو صفة . فلا يكفر من قال أن الله قادر ونفى صفة القدرة عنه لشبهة أن تعدد الموصوف يقتضي تعدد الذات . كحال المعتزلة ، ولكن يضلل لبطلان هذه الشبهة من الناحية العلمية والشرعية .
س- وأخيرا،كيف أعرف هذه الأسماء وهل هي مذكورة في كتاب ما ؟
الجواب - إن عرفت الله حق المعرفة تعرف هذه الصفات وهذه الأسماء .فمثلا إن سُئلت هل الله عادل ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل . وإن سُئلت هل الله حي ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل . وإن سُئلت هل الله عالم ؟ لا بد لك أن تقول نعم إن عرفت ربك . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل . وإن سُئلت هل الله مريد ؟ لا بد لك أن تقول نعم إن عرفت ربك . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل. وإن سُئلت هل الله خالق ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل. وإن سُئلت هل الله قادر ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل . وإن سُئلت هل الله مستغني عن خلقه وكل خلقه محتاج له ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل. وإن سئلت هل الله سميع بصير ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل . وإن سُئلت هل الله له بداية ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول لا . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل. وإن سُئلت هل الله باقي ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل. وهكذا كل الصفات الواجبة في حق الله والمستحيلة في حقه . فلا يدخل المكلف في الإسلام حتى يعرف الواجب في حق الله والمستحيل والممكن ، لأنه من دون ذلك لا يوصف بأنه يعرف ربه .
كتبه : ضياء الدين القدسي

موحد
09-23-2015, 06:18 PM
جزاكم الله خيرا، بالنسبة لصفتي السمع والبصر، أليستا كصفة الكلام بمعنى أن المتأول بتأويل مساغ في اللغة يعذر حتى تقام عليه الحجة؟ فما أعلمه أن المعتزلة تأولوا السمع والبصر بالعلم بالمسموعات والمرئيات، أو بأن الله حي لا آفة تمنعه من إدراك المسموع، ومع ذلك لم يكفروا، ألا يعد تأولهم هذا جهلا بهاتين الصفتين؟ وإن كان كذلك فكيف أجمع بين قولكم أن من لم يعلم أن الله سميع وبصير أنه كافر وبين عدم تكفير**السلف للمعتزلة؟

ضياء الدين القدسي
09-26-2015, 07:50 PM
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
أنا قلت: وإن سئلت هل الله سميع بصير ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل .
فالمعتزلة لا يقولون أن الله لا يوصف بصفة السمع بمعنى أنه أصم أو أنه لا يوصف بصفة البصر بمعنى أنه أعمى . المعتزلة أنكروا الصفات خوفاً من تعدد الموصوف على زعمهم ، فقالوا : عالم بدون علم قادر بدون قدرة حي بدون حياة سميع بدون سمع بصير بدون بصر وهكذا . نفو عن الله كل عجز ولم يثبنوا له أي صفة لهذا لم يكفروا وضللوا . فإن سألتهم هل الله يسمع كل ما نعمله ؟ يقولون نعم الله عالم بكل ما نعمله ولا يقولون ، أصم ، وإن سألتهم هل الله يرى كل ما نعمله ؟ يقولون نعم الله عالم بكل ما نعمله ، ولا يقولون أعمى .
كتبه : ضياء الدين القدسي

موحد
09-26-2015, 09:30 PM
جزاكم الله خيرا، ونفع بعلمكم