المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة حول الحكم بغير ما أنزل الله


موحد توحيد
10-14-2014, 02:46 PM
أسئلة حول الحكم بغير ماأنزل الله
تناقشت مؤخرا مع رجل فقال لي بأن مجرد ترك الحكم بما انزل الله كفر وأرشدني الى كتاب ( الجامع في طلب العلم الشريف) لمؤلفه عبد القادر بن عبد العزيز أو ما يعرف باسم الدكتور فضل .حيث له بحث خاص في هذه المسألة في المجلد الثاني المبحث الرابع وعند مراجعتي لذلك البحث اعترضتني عدة أسئلة واستفسارات . أرجو الاجابة عنها بشيء من التفصيل مشكورا .
تنبيه مهم : أسئلتي واستفساراتي عن الحاكم المسلم الذي مرجعه في الحكم هو شرع الله عز وجل ولكن في قضية من القضايا حكم بغير ما انزل الله لقرابة له أو لشهوة أو هوى وهو يعتقد انه عاص لله عز وجل . وليس كلامي عمن يحكم بالقوانين الوضعية الكفرية .
أولا :
قال ابن جرير حدثنا يعقوب حدثنا هشيم أخبر عبدالملك بن أبي سلمان عن سلمة بن كهيل عن علقمة ومسروق أنهما سألا ابن مسعود عن الرشْوة، فقال من السحت، قال فقالا وفي الحكم، قال: ذاك الكفر ثم تلا (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ).
هل ابن مسعود رضي الله عنه يرى أن من ترك الحكم بما أنزل الله بسبب الرشوة يكفر الكفر الاكبر ؟؟
لماذا ابن مسعود خصَّ الامر في الرشوة فقط ؟؟
هل يمكن أن نقول بأن ابن مسعود انفرد بهذه المسألة ( اجتهد وأخطأ) ولا نتابعه عليها ؟؟
هل يعتقد كل من عمر ابن الخطاب وعلي رضي الله عنهما بما يعتقده ابن مسعود ؟؟ أي هل يصح هذا الأثران عنهما ؟؟
أخرج ابن المنذر عن مسروق قال: قلت لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: أرأيت الرشوة في الحكم أمن السحت هي؟ قال: لا، ولكن كفر، إنما السحت أن يكون للرجل عند السلطان جاه ومنزلة، ويكون للآخر إلى السلطان حاجة فلا يقضي حاجته حتى يهدي إليه هدية. وأخرج عبد بن حميد عن علي كرم الله تعالى وجهه أنه سئل عن السحت فقال: الرشا، فقيل له في الحكم، قال: ذاك الكفر.
هل أنكر بعض الصحابة هذا القول على ابن مسعود ؟؟
ماهو التوجيه الصحيح لكلام ابن مسعود ؟؟
قال السدي (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) يقول ومن لم يحكم بما أنزلت فتركه عمدا أو جار وهو يعلم فهو من الكافرين.
ما معنى كلام السدي ؟؟ لأنّ ظاهره انه يرى أن من ترك الحكم بما أنزل الله وجار في الحكم يكفر الكفر الأكبر .
ثانيا :
قال عبدالرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال سئل ابن عباس عن قوله (وَمَن لَّمْ يَحْكُم) الآية قال: هي به كفر، قال ابن طاوس: وليس كمن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.
هل أفهم أن ابن طاوس يشرح كلام ابن عباس أي أنه يريد أن يقول لا تفهموا قول ابن عباس ( هي به كفر) أنه يقصد به الكفر الأكبر وإنما يقصد الكفر الأصغر الذي ليس كمن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.؟؟
قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري حدثنا سفيان عن عيينة عن هشام بن حجير عن طاوس عن ابن عباس في قوله (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) قال ليس بالكفر الذي تذهبون إليه، ورواه الحاكم في مستدركه من حديث سفيان بن عيينة وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
هل هذا الأثر صحيح ؟؟
هل يصح أن نقول بأن الأمة قد تلقت الخبر بالقبول فالأثر في حكم الحديث الحسن ؟؟
ثالثا :
هل التفصيل الذي ذكره ابن القيم وابن أبي العز الحنفي صحيح ؟؟
قال ابن القيم : [والصحيح أن الحكم بغير ماأنزل الله يتناول الكفرين: الأصغر والأكبر، بحسب حال الحاكم. فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة وعَدَل عنه عصيانا مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة فهذا كفر أصغر. وإن اعتقد أنه غير واجب وأنه مخيّر فيه مع تيقنه أنه حكم الله فهذا كفر أكبر. وإن جهله وأخطأه فهذا مخطئ له حكم المخطئين].
وقال ابن أبي العز الحنفي: [وهنا أمر يجب أن يُتفطَّن له، وهو أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفرا ينقل عن الملة، وقد يكون معصية ً: كبيرة أو صغيرة، ويكون كفراً: إما مجازياً، وإما كفراً أصغر، على القولين المذكورين. وذلك بحسب حال الحاكم: فإنه إن اعتقد أنّ الحكم بما أنزل الله غيرَ واجب، وأنه مخيَّر فيه، أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله: فهذا كفرٌ أكبر. وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله، وعَلِمَه في هذه الواقعة، وعدل عنه مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة، فهذا عاص، ويسمى كافراً كفراً مجازياً، أو كفراً أصغر. وإن جهل حكم الله فيها، مع بذل جهده واستفراغ وسعه في معرفة الحكم وأخطأه، فهذا مخطئ، له أجرٌ على اجتهاده، وخطؤه مغفور].
وأخيرا : ماهو الردّ الأمثل على من قال بأن مجرد ترك الحكم بما أنزل الله كفر أكبر ؟؟